في البداية كانت بروسيا، ثم بعدها القيصرية الألمانية (الرايخ) ومن بعدها جمهورية ألمانيا الاتحادية ممثلين بانتظام في المعارض العالمية في جميع أنحاء الأرض. وعند تأسيس المكتب الدولي للمعارض بموجب اتفاق باريس لعام 1928، كانت ألمانيا من بين الواحد وثلاثين دولة الموقعة عليه. أصبحت ألمانيا منذ ذلك الحين عضواً في المكتب الدولي للمعارض، كما أقامت في عام 2000 إكسبو في مدينة هانوفر بعدما استضافت معرضي “إكسبو المتخصصين” في برلين في 1957 وميونخ في 1965.
نبذة عن تاريخ الأجنحة الألمانية














































لندن 1851
تألف المعرض العالمي الأول على الإطلاق من مبنى واحد فقط وهو قصر الكريستال. كان المشاركون منظَمون بمعروضاتهم حسب البلاد التي ينتمون إليها. تحت مظلة الاتحاد الجمركي الألماني قامت مثلاً "مؤسسة سيمنز وهالسكه للتلغراف" („Telegraphen-Bauanstalt von Siemens & Halske“) بعرض قطاعاً من منتجاتها من بينها التلغراف الكهربائي ونظام الإشارات الصوتية لعمال الإشارة في السكك الحديدية. كما كان راينهارد مانسمان (Reinhard Mannesmann) على سبيل المثال أيضاً حاضراً في لندن بمنتجات مصنعه للمبارد والصلب.
المعارض العالمية ما بين 1855 و1873
إن فكرة إقامة المعارض في فرادى القصور الكبيرة استمرت كذلك في إكسبو 1855 في باريس و1862 في لندن و1867 في باريس مجدداً وفي 1873 في فيينا. زار عدد متزايد من رؤساء الدول المعارض العالمية، حتى بلغ ذلك ذروة غير مسبوقة في إكسبو 1867 والذي استقطب حكام من جميع أنحاء العالم إلى العاصمة الفرنسية. كان من بينهم الملك فيلهلم الأول (Wilhelm I.)، والذي زار باريس في يونيو/ حزيران وبصحبته المستشار الألماني بيسمارك (Bismarck) ورئيس أركان الجيش فون مولتكه (von Moltke).
المعارض العالمية ما بين 1855 و1873
يحكى عن هذا المعرض العالمي أيضاً أن المدافع من إنتاج شركة كروب (Krupp) خلفت انطباعاً قوياً لدى الزوار والصحفيين. تمكن ألفريد كروب (Alfred Krupp) وهو صاحب مصانع من مدينة إيسن الألمانية من إنشاء جناح خاص في المعرض العالمي عام 1873 قام فيه بتقديم معروضاته المعدنية بصفته رائد انتاج الصلب من ألمانيا.
1876 فيلادلفيا
في عام 1876 أقيم أول معرض عالمي في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد كان هذا أول إكسبو تقوم فيه كل دولة ببناء مبنى خاص لها، القيصرية الألمانية كذلك. فبالإضافة إلى مساحات العرض الكبيرة المخصصة لمواضيع معينة والمتواجدة في القاعات التي قام منظم الحدث بتجهيزها، تم وضع مبنى يضم سكرتاريا ومنطقة استقبال لأغراض التمثيل الرسمي تحت تصرف المفوض العام الألماني. قام بتصميم هذا المبنى المعماري بافاري الأصل هيرمان يوزيف شفارتسمان (Hermann Josef Schwarzmann) والذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ذاع صيت شفارتسمان في المقام الأول كونه كبير معماري المعرض، حيث قام بتحويل حديقة فيرمونت بارك إلى موقع لإكسبو. فضلاً عن ذلك، وكله منظمو المعرض بوضع مخطط مبنى العرض المركزي.
على عكس ذلك، لم يحقق القطاع الصناعي الألماني نجاحاً في هذا المعرض العالمي، فقد تم التشكيك في قدرة المنتجات الألمانية على المنافسة في السوق العالمية. المهندس الميكانيكي الألماني فرانس رولو (Franz Reuleaux)، والذي كان مبعوثاً إلى فيلادلفيا للتحكيم، انتقد المنتجات الألمانية مستنكراً كونها رخيصة وسيئة ومندداً بنقص روح التقدم فيها. خلفت كلماته القاسية تلك وقعاً في الآذان الألمانية، فتم تعيينه مفوضاً عاماً ألمانياً في المعارض العالمية التالية في سيدني في 1879/1980 وملبورن 1980/1981.
ملبورن 1880
شارك ثلاثة وثلاثون دولة في أول معرض عالمي يقام في أستراليا، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وكذلك ألمانيا. شملت المعروضات المقدمة في قاعة العرض منتجات من الحديد والصلب والعقاقير والحلي والآلات الموسيقية والصور الفوتوغرافية والنبيذ والمنتجات الطبيعية من منطقة المحيط الهادئ، وغيرها من المعروضات التي تدعو المشاهد للإعجاب. بعد انتهاء المعرض العالمي، تم الاحتفاظ بالقصر الذي احتضن هذا الحدث والذي شهد في عام 1901 تشكيل أول برلمان استرالي. يعتبر القصر اليوم أحد مواقع التراث العالمي.
باريس 1878 و1889
كان أكسبو 1878هو ثالث معرض عالمي يقام في العاصمة الفرنسية باريس بعد معرضي عام 1855 و1867، وشكل بالنسبة لفرنسا فرصة لإثبات استعادتها مكانتها بعد الحرب ضد بروسيا والحرب الأهلية على أرضها. كان هذا زمن الاختراعات العظيمة، حيث قام توماس أديسون على سبيل المثال بعرض تطويره لجهاز الهاتف الذي قام ألكسندر غراهام بيل باختراعه، كما قدم كذلك جهاز الفونوغراف. نظراً لتوتر العلاقات السياسية مع فرنسا عدوها السابق في الحرب، امتنعت ألمانيا عن المشاركة في إكسبو 1878و 1889 اللذان أقيما في باريس. تفوق إكسبو 1889 على كل ما سبقه من معارض عالمية بما حققه من أرباح وصلت إلى 8 مليون فرانك وبزوار الذين تخطى عددهم 32 مليون زائر. احتفلت فرنسا من خلال هذا الحدث بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية. جدير بالذكر أن الحديد كان المادة المسيطرة على بنايات تلك الحقبة. ينطبق ذلك أيضاً على برج إيفل، والذي يعد أشهر مباني المعرض العالمي لعام 1889 في باريس، حيث بلغ ارتفاعه 300 متر، ويعتبر تحفة للفن الهندسي لتلك الفترة. يذكر أنه كان من المخطط أصلاً هدم البرج بعد انتهاء المعرض العالمي.
1893 شيكاغو
بعد المشاركة الألمانية التي حصدت الكثير من النقد في فيلادلفيا، عقدت القيصرية الألمانية العزم على الظهور بمظهر أكثر تنافسية في شيكاغو. لذا، كانت الشركات الألمانية ممثلة بقوة في قاعات العرض المتخصصة وكذلك من خلال مباني تمثيلية خاصة لها مثل جناح مصنع كروب للصلب ("Krupp Gun Exhibit"). صمم المعماري والنحات والمربي المتخصص في مجال الفنون كارل هوفاكر (Karl Hoffacker) قرية ألمانية تم الاعتراف بها كجزء من الإطلالة الألمانية في المعرض العالمي. كانت هذه القرية واقعة في منطقة الترفيه والاستراحة الخاصة بالمعرض العالمي وتكونت من مباني متعددة من بينها قلعة ومبنى بلدية والعديد من بيوت المزارعين، ورسمت بالتالي صورة رومنسية للحياة في ألمانيا.
كان المبنى الأكثر تمثيلاً للإمبراطورية الألمانية هو "البيت الألماني" الذي صممه يوهانس رادكه (Johannes Radke) وهو معماري عمل لدى بريد الإمبراطورية الألمانية في برلين. أخذ المبنى بنايات ألمانية من القرن الخامس والسادس عشر نموذجاً له، فامتثل بمبنى بلدية "روتنبورغ أوب دير تاوبر" في تشكيل قبة البرج، وحاكى برج القصر في شكله برج "قصر أشافنبورغ"، أما شكل السقف القرميدي فهو مأخوذ من جملونات مدينتي نورنبرغ وغوسلار.
كانت ألمانيا ممثلة في إكسبو التالي والذي أقيم عام 1897 في بروكسل، إلا أنها لم يكن لها مبنى خاص بها، فقد شاركت بمعروضات من مستعمراتها، قدمتها في إحدى قاعات العرض الخاصة بمنظم الحدث.
1900 باريس
أسس المعرض العالمي في بداية القرن الجديد لمرحلة "البيل إيبوك" (Belle Epoque) أو العصر الجميل في غرب أوروبا، فكان متأثراً بالحداثة وفترة النمو الاقتصادي وعَكَس الإيمان بالتقدم. كانت الاعتبارات السياسية الاقتصادية هي الدافع الأرجح لمشاركة الإمبراطورية الألمانية في المعرض العالمي المقام في باريس، حيث شيدت جناحها الخاص في طراز بدايات عصر النهضة والذي صممه مجدداً مشرف بنايات مصلحة البريد الامبراطورية يوهانس رادكه (Johannes Radke) على النسق ذاته الذي اتبعته البنايات الألمانية في إكسبو شيكاغو. كانت واجهة المبنى مزينة بلوحات غنية. مع ذلك، فلم يكن تحت الواجهة المصنوعة من الجبس إلا بناء خشبي بسيط. خصص منظمو الحدث للدول المشاركة طريقاً على طول نهر السين حمل اسم "شارع الأمم" (Rue des Nations). عرض "البيت الألماني"، الذي كان موقعه بين أجنحة اسبانيا والنرويج، منتجات الصناعات الكيمائية وصناعات الصلب والهندسة الميكانيكية وكذلك صناعة السيارات. كما كان الحال في شيكاغو، تمتعت حانة النبيذ الألمانية الموجودة في الطابق السفلي للبناية بشعبية واسعة. قام جيورج تيلين (Georg Thielen) من مدينةهامبورغ بإنشاء جناح خاص للسفن التجارية على غرار منارة مصب نهر فيزر، وكان موقعه عند جسر إينا (Pont d’Iéna).
1904 سانت لويس
اشترت الولايات المتحدة الأمريكية ولاية لويزيانا من فرنسا في 30 أبريل/ نيسان 1703. كانت ذكرى مرور مائتي عام على هذا الحدث هي المناسبة التي أقيم فيها إكسبو 1904 في مدينة سانت لويس – وإن كان قد أقيم متأخراً بسنة. وكانت مساحة إكسبو التي بلغت خمسة كيلومتر مربع هي الأكبر على الإطلاق حتى اليوم. تم بناء 1500 مبنى عليها وشاركت 60 دولة من بينها ألمانيا في هذا الحدث. صمم المعماري برونو شميتز (Bruno Schmitz) المبنى الخاص بألمانيا على غرار قصر شارلوتنبورغ في برلين. بلغت مساحة المبنى الرئيسي 930 متراً مربعاً وكان طوله 46 متراً وعرضه 21 متراً وارتفاع قبته 50 متراً. وكانت أرض المعرض الألماني البالغة مساحتها 16.000 متر مربع واقعة في مكان بارز فوق تل. نظراً لما حققته حانة النبيذ الألمانية في عام 1900 في باريس من نجاح، تم تخصيص مكان لمطعم يقدم النبيذ في مبنى جانبي.
1905 لياج
أقيم هذا المعرض العالمي احتفالاً بمرور 75 عاماً على استقلال بلجيكا. كانت ألمانيا ضمن الدول المشاركة من جميع قارات العالم. إن معظم الدول لم تقم بتشييد مبنى خاص لها. أقامت ألمانيا أيضاً معرضها في واحدة من القاعات الجماعية المتاحة.
1910 بروكسل
في المعرض العالمي ببروكسل أنشئت ألمانيا معرضاً على مساحة 33.000 متر مربع مؤلفاً من 11 مبنى، منها "البيت الألماني" و"بيت ميونخ" الذي ضم مطعماً، بالإضافة إلى صالات متعددة لمعروضات الفنون والحرف والصناعات والماكينات وكذلك السكك الحديد. تم كذلك عرض أثنين مما أطلق عليها "المنازل النموذجية" لعائلات الطبقة العاملة، وهي بيوت خشبية قابلة للتفكيك بالكامل، يجوز اليوم أن نصفها بأنها كانت أول منازل جاهزة. تم كذلك عرض التركيبات والديكورات الداخلية اللازمة لها والتي تم توفيرها حسب الطلب. عكست الإطلالة الألمانية روح العصر في المعمار الألماني، فكانت المباني أقل عظمة، بل اتسمت بالتجريد واتبعت في تخطيطها وتصميمها الموحد نمط الفيلات والعزب الريفية.
برشلونة 1929
لا يزال الجناح الألماني لعام 1929 بخطوطه الواضحة وأشكاله البسيطة يُذكَر حتى اليوم في سياق تاريخ المعارض العالمية كونه محدداً لمسار فن العمارة. قام بتصميم الجناح المعماري الألماني لودفيغ ميز فان دير روها (Ludwig Mies van der Rohe) على طراز باوهاوس. من خلال حداثته ودقته، استعرض المبنى كفاءة الصناعة والحرف اليدوية الألمانية. صمم ميز فان دير روها كذلك الأثاث لهذا الجناح، بما في ذلك مقعد أشتهر عالمياً تحت مسمى "كرسي برشلونة". على الرغم من أنه تم تفكيك الجناح بعد انتهاء المعرض العالمي، إلا أن مدينة برشلونة قامت بإعادة إنشائه في الفترة بين 1983 و1986 وفقاً للمخططات الأصلية وفي موقعه الأصلي وذلك نظراً لأهميته بالنسبة لتاريخ العمارة.
1937 باريس
بوضوح لم يشهده أي من المعارض العالمية السابقة، تجلى الوضع السياسي لهذه المرحلة في موقع جناحي الإمبراطورية الألمانية والاتحاد السوفيتي، حيث وقف المبنيان مواجهان لبعضهما البعض كل منهما بطابعه الشامخ. بتكليف من أدولف هيتلر شخصياً، صمم الجناح الألماني المعماري ألبيرت شبير (Albert Speer) من برلين. مباشرة بجانب "صالة التكريم" التي احتضنت المعرض والتي بلغ طولها 140 متراً، تم تشييد برج ارتفاعه 50 متراً وتزيينه بالنسر الامبراطوري الذي يحمل الصليب المعقوف داخل إكليل البلوط. عرض اثنا وعشرون قسماً مختلفاً معروضات من ضمنها منتجات الجلد والصلب والخزف والزجاج إلى جانب صناعات معالجة الأحجار الكريمة والهندسة الكهربائية وكذلك الصناعات البصرية والكيميائية. علاوة على ذلك، تم تخصيص قسم كامل لموضوع "الأم والطفل".
اتبع معمار المبنى في جميع تفاصيله من الداخل ومن الخارج نمط المباني التمثيلية للرايخ الثاث (الحكم النازي). لم تشارك ألمانيا في المعرضين العالميين التاليين اللذين أقيما في نيويورك في 1939 وفي بورت أو برانس في 1949.
1958 بروكسل
بعد مرور 13 عاماً على الحرب، كان إكسبو 1958 في بروكسل بمثابة فرصة لجمهورية ألمانيا الاتحادية حديثة العهد لتقديم نفسها كدولة ديمقراطية غربية والتخلص من صيتها السيئ على الصعيد الدولي – كانت تلك مهمة دبلوماسية شديدة الحساسية. ظهرت مجموعة المباني الألمانية في بروكسل بالفعل في تصميم مناقض تماماً لما قدمه ألبيرت شبير (Albert Speer) في 1937. كُلِّف المعماريان سيب روف (Sep Ruf) وإيجون أيارمان (Egon Eiermann) بتخطيط المباني، بينما كان فالتر روسو (Walter Rossow) مسؤولاً عن الحدائق على قطعة الأرض المخصصة للجناح الألماني والتي بلغت مساحتها 18.000 متر مربع. صمم المعماريان مجمع مباني مساحته 6.000 متر مربع مكوناً من ثمانية أجنحة مستطيلة الشكل ومختلفة الأحجام لا يتعدى ارتفاعها طابقاً أو أثنين. بدت المباني الزجاجية خفيفة وشفافة واصطفت حول فناء داخلي متصلة ببعضها البعض عبر ممرات. تعمد المعرض نفسه كذلك أن يكون متحفظاً، فلم ينصب التركيز فيه على الاقتصاد الألماني الذي عاد يكتسب قوة من جديد ولا على دور الجمهورية الاتحادية في السياسة الخارجية، بل كان بالأحرى "عرضاً مثالياً للتعاون الدولي فيما يتعلق بالجهود المشتركة في سبيل إضفاء طابع إنساني على التقدم التقني والصناعي"، على حد تعبير المستشار الاتحادي لودفيغ إيرهارد (Ludwig Erhard).
للوصول إلى مجمع الأجنحة الألماني، كان من اللازم المرور عبر هيكل معلق من الصلب طوله 57 متراً يحمله برج معدني، وشَكَّل هذا الهيكل المُهدى من مصانع الحديد والصلب في حد ذاته قطعة من القطع المعروضة. وهو مازال موجوداً حتى اليوم، حيث يشكل جزءاً من طريق يجتاز الطريق السريع A3 في منطقة غابات مدينة دويسبورغ الألمانية ويعتبر من المباني الأثرية المحمية.
1967 مونتريال
بداية من إكسبو 1958، لم تعد المعارض العالمية مكرسة لعرض التقدم التكنولوجي فحسب، بل تطرقت إلى المشاكل العالمية التي يواجها البشر، انطبق ذلك أيضاً على إكسبو مونتريال. قام المعماري فراي أوتو (Frei Otto) بتصميم الجناح الألماني بالتعاون مع رولف غوتبرود (Rolf Gutbrod)؛ لذا شابه البناء المصمم على شكل خيمة ضخمة بصورة كبيرة سقف الاستاد الأولمبي في ميونخ والذي كان أيضاً من تصميم أوتو. بلغ طول الخيمة المصنعة من شبكة بلاستيكية بيضاء 130 متراً وعرضها 105 متراً ومساحتها 8.000 متر مربع، وكانت مدعمة بثمانية أعمدة ولها 31 نقطة ارتكاز. كانت أعمدة الخيمة بارزة، يتسنى للزوار رؤيتها من الخارج. خلف هذا الجناح الألماني علامة مميزة في تاريخ فن العمارة، ونال جائزة بيريه (Prix Perret) التي تحمل اسم المعماري الفرنسي اوغست بيريه (Auguste Perret). لم يستعرض المبنى الفن الهندسي الألماني فحسب، بل عرض المساهمات العلمية أيضاً. خُصص جزء من المعرض لتداعيات الحرب العالمية الثانية، كما تناول المعرض فضلاً عن ذلك أهمية الكتاب المقدس الذي طبعه غوتنبرغ (Gutenberg-Bibel) وما صاحب ذلك من تطوير لتكنولوجيا الطباعة في مجال الكتابة والتواصل. من خلال لوحات عرض، تم التعريف بالكيميائي والفيزيائي البارز أوتو هان (Otto Hahn) والذي حصل في عام 1944 على جائزة نوبل في الكيمياء لاكتشافه عملية الانشطار النووي.
1970 أوساكا
كان إكسبو المقام في أوساكا هو الأول على الإطلاق في أسيا، وكان موضوعه الرئيس "التقدم والانسجام للبشرية". جذب المعرض العالمي عدداً غير مسبوق من الزوار ناهز 65 مليون زائر. أما الإطلالة الألمانية، فكانت حديثة تماماً ومبتكرة ومثيرة للجدل، حيث شيدت ألمانيا تحت شعار "حدائق الموسيقى" أول قاعة كروية للاحتفالات الموسيقية والوحيدة في العالم حتى الآن تحت اسم "القاعة الكروية". اتبعت في ذلك التصور الفني للمؤلف الموسيقي الطليعي كارلهاينز شتوكهاوزن (Karlheinz Stockhausen) ومخطط وضعه الاستوديو الإلكتروني لجامعة برلين التقنية (TU Berlin). جلس الجمهور أسفل مركز الكرة على شبكة من القضبان الحديدية تسمح بمرور الموجات الصوتية، محاطاً بخمسين مجموعة من مكبرات الصوت. بثت تلك المكبرات بصورة شبه ثلاثية الأبعاد موسيقى الأصوات المنتجة إلكترونياً والتي تم تلحينها خصيصاً لهذا المكان الفريد من نوعه. تم بث أعمال باخ وبيتهوفن وكذلك ألحان لبيرند ألويس تسيمرمان (Bernd Alois Zimmermann) وبوريس بلاخر (Boris Blacher) وآخرون من على شريط متعدد المسالك. علاوة على ذلك، قدم شتوكهاوزن مع مجموعة موسيقية رفيعة المستوى مكونة من 19 موسيقياً حفلات موسيقية حية لأكثر من مليون زائر خلال فترة المعرض الذي استمر على مدار 180 يوماً.
1992 إشبيلية
بعد انضمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) في عام 1974 إلى المكتب الدولي للمعارض، كان من المنتظر أن تشارك في 1992 للمرة الأولى في إكسبو، إلا إن إعادة توحيد ألمانيا أحالت دون حدوث ذلك. قام المعماري غيورغ ليبسماير (Georg Lippsmeier) من ميونخ بتصميم الجناح الذي مثل ألمانيا بعد إعادة توحيدها في إكسبو 1992، وكان سقف الجناح هو العلامة المميزة له. إن السقف المكون من وسادة هوائية مصنوعة من قماش الأشرعة أتخذ شكلاً بيضاوياً مثبتاً بطريقة لا مركزية أعلى عمود مائل ارتفاعه 54 متراً. عرض الجناح الألماني أجزاء من جدار برلين ضمن معروضات أخرى، كما اصطحب عرض مسرحي الزوار في جولة عبر التاريخ الثقافي الألماني تعرفوا من خلالها مثلاً على ألكسندر فون هومبولد (Alexander von Humboldt) والطائرة الشراعية المعلقة التي اخترعها أوتو ليلينتال (Otto Lilienthal). قام بتصميم هذا العرض المسرحي هارلد كوبلفيزر (Harald Koppelwieser) ومانفريد غروبر (Manfred Gruber) وهما مصمما ديكورات مسرح من برلين.
2000 هانوفر
أقيم المعرض العالمي الأول في ألمانيا تحت شعار "الإنسان، الطبيعة، التكنولوجيا -ميلاد عالم جديد". كان الهدف المعلن لمنظمي الحدث هو طرح نمط جديد من المعارض العالمية تقدم رؤي مستقبلية، ونماذج للتوازن بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا، وعرض أساليب لتعايش ما يزيد على ستة مليار إنسان عالمياً. وبما أن ألمانيا كانت الدولة المضيفة لهذا المعرض العالمي، فقد كان للجناح الألماني وضع خاص. تم من البداية التخطيط لمواصلة استخدام المبنى بعد انتهاء إكسبو 2000. ميزت المبنى بصورة خاصة الواجهة الزجاجية المقعرة، وارتكز السقف الخشبي للمبنى على أعمدة صنعت هي أيضاً إلى حد كبير من الزجاج. قام بالتنفيذ البنائي المعماري ومالك المبنى يوزف فوند (Josef Wund) من مدينة فريدريشز هافن.
2000 هانوفر
قُسِّم المعرض إلى ثلاثة أجزاء: التفكير – الشعور – التصرف. جال الزائر في البداية عبر "ورشة أفكار ألمانيا"، حيث سار أعلى جسور من السقالات فيما يشابه ورشة نحت تعرض تماثيل لألمان مشهورين وغيرهم من الأقل شهرة من مجالات مختلفة، كالسياسة والثقافة والاقتصاد والمجال العلمي والرياضة. عبّر هؤلاء عن ماضي وحاضر ومستقبل ألمانيا بأفكارهم التي مكنت ألمانيا وستمكنها من المضي قدماً. في الجزء الثاني وهو جزء "الشعور"، تم عرض فيلم بمنظور 360 درجة على مساحتين يتسنى الوصول إليهما عبر ستة "جسور إلى المستقبل". قدم الفيلم صور للتاريخ الألماني الحديث آنذاك والحاضر والمستقبل. أما الجزء الأخير، وهو "فسيفساء ألمانيا"، فأتاح للزوار إمكانية الاطلاع على 16 قطعة مبهرة معروضة في شكل "شجرة المعرفة" والتي عبرت عن القدرة الإبداعية والتصميمية لكل من الولايات الألمانية.
2010 شنغهاي
دار أول معرض عالمي يقام في الصين في عام 2010 حول موضوع "مدينة أفضل، حياة أفضل". كانت شنغهاي، بسكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، مكاناً مثالياً لمعالجة موضوع التوسع الحضري وتحدياته. حقق هذا المعرض العالمي تفوقاً غير مسبوق، حيث نجح في جذب 73 مليون زائر و246 مشاركاً. حمل الجناح الألماني عنوان "المدينة المتوازنة" ("balancity"). صمم المكتب المعماري شميدهوبر وشركائه (Schmidhuber + Partner) من ميونخ مبنى مكوناً من ثلاثة أجزاء مغطاة بغشاء من النسيج الفضي، تدعم بعضها البعض وتحفظ توازن بعضها.
2010 شنغهاي
في الداخل، تم اصطحاب الزائر عبر فضاءات ذات طابع حضري رسمت حياة سعيدة تتميز بالتوازن بين التقاليد والابتكار، وبين المدنية والطبيعة، وبين العولمة والهوية الوطنية. كانت الخاتمة وذروة المعرض في الآن ذاته هي عرض عاطفي قام فيه الزوار المتواجدون في المعرض والبالغ عددهم 600 شخصاً بأرجحة كرة مزينة بصور ضخمة من خلال ندائهم. كانت وكالة ميلا وشركائه (Milla und Partner) من شتوتغارت هي المسؤولة عن مخطط المعرض.
2015 ميلانو
اتبع الجناح الألماني "حقول الأفكار" الموضوع الرئيس لإكسبو 2015، وهو "إطعام الكوكب، طاقة للحياة". قدمت ألمانيا نفسها في صورة مشهد نابض بالحياة ومثمر ومفعم بأفكار من أجل التغذية في المستقبل. تحت شعار "كن نشيطاً!" وضح الجناح بشكل حيوي وملموس مدى أهمية التعامل باحترام وتقدير مع الطبيعة لتحقيق الأمن الغذائي، ودعا الزوار للتفاعل مع المعرض. للتعمق في المواضيع الستة، وهي الماء والتربة والمناخ والتنوع الحيوي والغذاء وحديقة الأفكار، حصل كل زائر على "لوح بذور" (SeedBoard) وهي قطعة مطوية من الورق المقوى المضلع عرضها 20 وطولها 10 سنتيمترات، يتضح للزائر أن سطحها الداخلي هو شاشة عرض لكافة المحتويات المرئية للجناح، مثل النصوص والصور والأفلام والألعاب.
2015 ميلانو
وضعت وكالة ميلا وشركائه (Milla und Partner) من شتوتغارت مخطط المعرض. كما شابه الجناح الذي صممه مجدداً المكتب المعماري شميدهوبر وشركائه (Schmidhuber + Partner) من ميونخ بمستوياته التي يتزايد ارتفاعها في تدرج لطيف المشهد الطبيعي الألماني للحقول والمساحات الزراعية، وكان له سطح مفتوح ومعرض داخلي تناول المواضيع التي تم التطرق إليها. شكلت النباتات التجريدية عنصراً رئيساً في تصميم المعرض، فنمت كـ"شتلات الأفكار" من المعرض إلى السطح. قامت أشجار شمسية بتوليد الكهرباء اللازمة لإضاءة الجناح ليلاً.